قال الشاطبي رحمه الله :
إفادة :
إفادة :
سر تشريع ذبح الحيوان
" حدثنا الأستاذ، الفقيه، الجليل، الأصولي، أبو علي منصور الزواوي :
أن الفخر بن الخطيب سأل سيف الدين الآمدي فقال له:
فقال سيف الدين:
إتلاف الخسيس في حق النفيس من مناهج العقول.
فقال الفخر:
لو كان كذلك، لجاز أن تُذبح أنت في حق ابن سينا ". !!
الإفادات والانشادات، ص87.
طبعة مؤسسة الرسالة، ط الأولى 1983م.
من يعلم أنه (لاإله إلاالله) ويفهم هذه القاعدة العظيمة التي هي أصدق قاعدة على وجه الأرض.. فإنه سيفهم كل شيء يمر به في هذه الحياة فهماً دقيقاً..
ردحذفإن معنى هذه القاعدة العظيمة أن كل شيء هو ملك لله تعالى خالص فهو له إلهة حقيقية ويعود إليه عوداً حقيقياً فهو له بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. وله أن يتصرف فيه كيف يشاء وأن يقدر عليه ما يشاء وأن يفعل بهما يشاء كما أن له أن يوجده متى يشاء ويفنيه متى يشاء..
فلو قدر الله تعالى على إنسان أن يعذبه ويؤلمه فالأمر له سبحانه وكذلك لو قدر على حيوان.. فهو سبحانه له الحق المطلق في أن يتصرف في خلقه كيف يشاء.. ومن ثم فإنه ليس من حق أحد أن يساله سبحانه أو يتساءل عن سبب أو حكمة او علة الحكم الذي حكم به وبخاصة إذا كان هذا السؤال للاستشكال أو للاعتراض!! .. وإلا فمن الذي يحق له أن يعترض على صاحب الملك عندما يتصرف في ملكه أو الخالق عندما يتصرف في خلقه أو يأمر فيهم بما يشاء؟!..
ومن هنا كان السؤال المطروح هنا غريباً عجيباً!!.. فالله تعالى له أن يأمرنا بذبح الحيوان وهو يعلم أن فيه الماً له وليس لنا الاعتراض بل علينا أن نذبحه فقط لا أن نعترض أو نتساءل.. فالله تعالى يعلم أنه يتألم فليس لنا إلا أن ننفذ ما يريد هو سبحانه..
والأغرب هو الجواب فدعوى أن ذبح الخسيس من أجل النفيس كلام فارغ! فقد يكون الحيوان خير عند الله تعالى من ذابحه! فالحيوان يسبح الله وهو قد علم صلاته وتسبيحه أما الذابح فقد يكون كافراً لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر..
ولذلك ان الجواب جميلاً حيث نقض الدعوى المذكورة! وإن كنا نعترض على المفاضلة التي جاءت في الجواب..
الخلاصة أن من علم أنه (لاإله إلاالله) فقد فهم كل شيء فهماً صحيحاً دقيقاً..
لو فهم كل إنسان أن كل شيء يعود ملكه لله تعالى حقيقة لعلم أن من حق الله تعالى أن يتصرف فيه كيف يشاء ولزالت كل حيرة من نفسه ولما وجدت استشكالات..
بارك الله فيك هذا هو المقصود، فإن بعض الفلاسفة وأهل الكلام يحاولون تعليل لكل ما جاء به الشرع، محاولين استعمال عقولهم القاصرة لتعليل شرائع الله وأخباره بما يوافق فهومهم فلربما ردوا ما ثبت في الكتاب والسنة أو أوّلوه حتى يستقيم لهم فهمه، فيقولون هذا يجوز وهذا يستحيل ....
حذفوهذا في ذاته ليس به بأس (أعني معرفة الحكمة من أحكام الشرع) وذلك لمزيد من الاطمئنان والاجتهاد في العمل. أما إن كان " للاستشكال أو للاعتراض" فهذا لا ينبغي للمؤمن الذي لا يُقدِّم بين يدي الله ورسوله.
ينظر للتعليق على ذلك:
ردحذفالشاطبي ومقاصد الشريعة، ص81، حمادي العبيدي.