الجمعة، 22 مارس 2013

مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْم فَكَتَمَهُ



( مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْم ) : وَهُوَ عِلْم يَحْتَاج إِلَيْهِ السَّائِل فِي أَمْر دِينه .
( فَكَتَمَهُ ) : بِعَدَمِ الْجَوَاب أَوْ بِمَنْعِ الْكِتَاب
( أَلْجَمَهُ اللَّه ) : أَيْ أَدْخَلَ اللَّه فِي فَمه لِجَامًا
( بِلِجَامٍ مِنْ نَار ) : مُكَافَأَة لَهُ حَيْثُ أَلْجَمَ نَفْسه بِالسُّكُوتِ . 

قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُمْسِك عَنْ الْكَلَام مُمَثَّل بِمَنْ أَلْجَمَ نَفْسَهُ , كَمَا يُقَال التَّقِيّ مُلَجَّم فَإِذَا أَلْجَمَ لِسَانه عَنْ قَوْل الْحَقّ وَالْإِخْبَار عَنْ الْعِلْم وَالْإِظْهَار بِهِ يُعَاقَب فِي الْآخِرَة بِلِجَامٍ مِنْ نَار وَخُرِّجَ هَذَا عَلَى مَعْنَى مُشَاكَلَةِ الْعُقُوبَةِ الذَّنْبَ .


 قَالَ وَهَذَا فِي الْعِلْم الَّذِي يَتَعَيَّن عَلَيْهِ فَرْضه كَمَنْ رَأَى كَافِرًا يُرِيد الْإِسْلَام يَقُول عَلِّمُونِي الْإِسْلَام , وَمَا الدِّين وَكَيْفَ أُصَلِّي , وَكَمَنَ جَاءَ مُسْتَفْتِيًا فِي حَلَال أَوْ حَرَام , فَإِنَّهُ يَلْزَم فِي مِثْل هَذَا أَنْ يَمْنَعُوا الْجَوَاب عَمَّا سُئِلُوا عَنْهُ وَيَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْوَعِيد وَالْعُقُوبَة وَلَيْسَ الْأَمْر كَذَلِكَ فِي نَوَافِل الْعِلْم الَّذِي لَا ضَرُورَة لِلنَّاسِ إِلَى مَعْرِفَتهَا اِنْتَهَى .

 قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ , وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن هَذَا آخِر كَلَامه . 

وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مِنْ طُرُق فِيهَا مَقَال , وَالطَّرِيق الَّذِي خَرَّجَ بِهَا أَبُو دَاوُدَ طَرِيق حَسَن فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْ التَّبُوذَكِيِّ وَقَدْ اِحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم عَنْ حَمَّاد بْن سَلَمَة , وَقَدْ اِحْتَجَّ بِهِ مُسْلِم وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيّ عَنْ عَلِيّ بْن الْحَكَم الْبُنَانِيِّ .
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : لَيْسَ فِيهِ بَأْس , وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ : لَا بَأْس بِهِ صَالِح الْحَدِيث عَنْ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح , وَقَدْ اِتَّفَقَ الْإِمَامَانِ عَلَى الِاحْتِجَاج بِهِ , وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيث أَيْضًا مِنْ رِوَايَة عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود , وَعَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَعَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب , وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ , وَأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ وَجَابِر بْن عَبْد اللَّه , وَأَنَس بْن مَالِك , وَعَمْرو بْن عَبْسَةَ , وَعَلِيّ بْن طَلْق , وَفِي كُلّ مِنْهُمَا مَقَال . 

عون المعبود شرح سنن أبي داود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضع تعليقا أو استفسارا أو طلبا لكتاب تريد أن نضيفه للموقع